كولومبيا تصعّد ضد إسرائيل وتطرد بعثتها الدبلوماسية بعد أزمة “أسطول الصمود”

أعلن الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، صباح اليوم الخميس، عن قرار تاريخي بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من بلاده بشكل كامل، وذلك على خلفية احتجاز الجيش الإسرائيلي لاثنتين من المواطنات الكولومبيات اللواتي شاركن في قافلة “أسطول الصمود” المتجهة إلى قطاع غزة بهدف إيصال المساعدات الإنسانية.
وكشفت صحيفة الباييس الإسبانية أن المواطنتين هما مانويلا بيدويا ولونا باريتو، وقد كانتا ضمن طاقم السفينة “HIO” قبل أن يتم اقتيادهما مع ناشطين دوليين آخرين إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
وفي بيان رسمي نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الرئيس بيترو: “إذا تأكدت هذه المعلومات، فنحن أمام جريمة دولية جديدة يتحمل مسؤوليتها نتنياهو، وعلى الفور سيتم إنهاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل وطرد بعثتها الدبلوماسية بالكامل من كولومبيا”.
ولم يكتفِ الرئيس الكولومبي بالقرار السياسي، بل وجّه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشبهاً سياساته بتلك التي اتبعها النازيون في الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أن العالم ما زال يعيش “فكر هتلر” حتى اليوم.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الكولومبية بياناً شديد اللهجة طالبت فيه بالإفراج الفوري عن مواطنيها، ودعت إلى تحرك جماعي من الدول التي لديها ناشطون محتجزون ضمن القافلة مثل إسبانيا، المكسيك، تركيا، قطر، إندونيسيا، جنوب أفريقيا وباكستان.
وتأتي هذه الأزمة لتضيف فصلاً جديداً في التوتر بين بوغوتا وتل أبيب، إذ سبق لبيترو أن أعلن في مايو 2024 قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، احتجاجاً على ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية ضد أطفال غزة”، وهو الموقف الذي جدد التأكيد عليه خلال خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي ظل هذه التطورات، تصاعدت دعوات في كولومبيا لوقف جميع أشكال التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، خاصة في قطاعات التعدين والطاقة، فيما يستعد الشارع الكولومبي لموجة احتجاجات واسعة دعماً لموقف حكومته وتضامناً مع الشعب الفلسطيني.
وأثار القرار الكولومبي ردود فعل واسعة على الساحة الدولية، حيث اعتبره مراقبون خطوة جريئة ستفتح الباب أمام دول أخرى في أمريكا اللاتينية لاتخاذ مواقف مشابهة ضد إسرائيل، خاصة أن كوبا وفنزويلا وبوليفيا سبق أن أعلنت مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، كما يرى محللون أن هذه الأزمة قد تعيد رسم ملامح العلاقات بين أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، في ظل تصاعد الأصوات المناهضة للحرب على غزة داخل المجتمعات اللاتينية.






